دموع الحسرهــ
سارت دمعة ذات يوم فوق خدي وحيدة من دون صويحباتها
فأستوقفتها وهي في منتصف طريقها و بدأت أسئلها
عن حالها وعن سبب وحدتها و سبب نزولها
فنظرت الدمعة إلي وهي متعجية من سؤالي لها وقالت
استوقفتني لتسألني عما بدر منك ؟ ألست أعلم الناس بنفسك
فقلت بلى ولكن لم أعاني شيئا فلم نزلت ,أخذت تقهقه قهقهة السخريه والتعجب
,ثم أكملت حديثها قائلة: والله إن الانسان ليعمل العمل الردئ فيعتاد عليه
فلا ينكر منه شيئا وإنك عودت نفسك على المعاصي فألفتها وأصبحت ديدنا لحياتك
فبدأت تفقد فطرتك التي خلقك الله عليها ,و للأسف
لم يكن بوسع روحك إلى ان تسكب عبراتها واحدة تلو الاخرى علك تدرك بعضا مما خسرت .
انتهت الدمعة من خطابها و أكملت طريقها وكنت وقتها شاخص البصر مصفر الوجه .
فبينما انا كذلك فإذا بوابل من الدموع المنهمرة من أعماق قلبي
ولكن هذه الدموع مختلفة عن تلك الدمعة
التي كانت مليئة بشحنات الحسرة والتي بسببها بعد الله أشعلت بصيرتي بلمعانها
وأخرجت روحي التائهة داخل دجى المعاصي ,وحينها رفعت يدي إلى السماء وقلت :-
(( اللهم لا تعمي بصائر أرواحناوأنرنا بنور هدايتك وإلهامك وما كان من طريق للشيطان فجنبنا إياه وأجعل اللهم دروبنا ومسالكنا في الخير والصلاح والتقى العفاف والعافية يا رب العالمين )) .
فشكرا لك يا الله ثم شكرا لك أيتها الدمعة الغالية .